الباحث : د.مرح رافع البرغش
اسم المجلة : الاستعمار
العدد : 1
السنة : 2024م
تاريخ إضافة البحث : November / 2 / 2024
عدد زيارات البحث : 146
الملخص
شهدت الأراضي السوريَّة تطوُّرات وأحداثًا محورية في الميادين: السِّياسيَّة، والاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة، وكذلك في المُقوِّمات الفكريَّة والثَّقافيَّة، ولا سيما مع ابتِداء توغُّل القوَّات المسلَّحة الفرنسيَّة نحو هذه الأراضي وانتهاج السُّلطات الفرنسيَّة سياسةً استعماريَّةً متفاوتةً في تأدية مخطَّطاتها محقَّقةً في ذلك قسمًا من أهدافها السِّياسيَّة والاقتصاديَّة، فقابلت مُعارضة ومُقاومة ضخمة، وامتد النِّضال إلى ما هو أبعد من القوَّات العسكريَّة السوريَّة والمُجاهدين الثُّوَّار ليشمل شرائِح المُجتمع برمّته بما فِيهم السَّادة العُلماء، مما أدى إلى: مُناهضات، وثورات، ومعارك، وحركات كفاحيَّةٍ مسلَّحةٍ وسلميَّةٍ.
لذلك فإنَّ هذا البحث سيكشف ويُوضِّح الأدوار الرَّائدة والإسهامات العظيمة لأحد أبرز أساطين العلم في عصره، العالم الموسوعي المُصلح السَّيِّد محسن الأمين في مُقارعة الاستِعمار طوال حياته ساعِيًا إلى نُهوض الأمَّة العربيَّة والإسلاميَّة ورفعتها، وهُنا سيتمُّ التَّحدُّث بإيجاز عن: مولده، ونشأته، ومؤلفاته، وآثاره، ومن ثمَّ الحديث عن أدواره: (السِّياسيَّة، والدَّعويَّة، والثَّقافيَّة، والاقتصاديَّة) في أثناء الانتداب الفرنسي على سوريَّة وعمَّا آلت إليه من نتائج إيجابية انعكست على نطاق واسع، وحقَّقت تلك الأهداف السَّامية، وانتهى البحث إلى خاتمة تضمَّنت أبرز النَّتائج.
الكلمات المفتاحية: السَّيِّد محسن الأمين، سوريَّة، فرنسا، الانتداب الفرنسي.
المُقدِّمة:
لقد أدَّى تدهور الأوضاع السِّياسيَّة في الأراضي السُّوريَّة خِلال مرحلة الانتداب الفرنسي إلى اندلاع ثورات ومعارك واسعة النِّطاق، ممَّا دفع مُختلف شرائح المُجتمع إلى الانخراط في حركات نضاليَّة وكفاحيَّة مُسلَّحة وسلميَّة إِبَّان سنوات الانتداب الفرنسي، وأدَّى السَّادة العُلماء دورًا عظيمًا في دعم الوحدة الوطنيَّة وتعزيز سبل الاستقلال والحرّيّة، وانتهجوا نهجًا مُتوازنًا في السَّعي إلى حماية البلاد وتطويرها ودعمها في مُختلف المَجالات: السِّياسيَّة، والاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة، والثقافيَّة بشكلٍ مباشر أحيانًا، وبشكلٍ غير مباشر في أحيان أخرى.
لذلك وبناءً على جُهود السَّادة العُلماء الحثيثة والمضنية ضد المساعي الاستعماريَّة الغربيَّة، فإنَّ إشكاليَّة البحث تتمحور حول تَوْضِيح إسهامات أحد أبرز العلماء، وهو العالم الموسوعي والمُصلح الديني السَّيِّد محسن الأمين الذي لم تبعده المشقَّات والصِّعاب عن النِّضال الوطني، بل جعلته أكثر عَزمًا وتصميمًا على السَّير نحو مُقاومة السِّياسة الفرنسيَّة الرَّامية إلى تجزئة الهويَّة العربيَّة والإسلاميَّة وإثارة التَّفرقة والنِّزاعات الطَّائفيَّة.
وهكذا فإنَّ أدوار السَّيِّد محسن الأمين ضد السُّلطات الفرنسيَّة في الأراضي السُّوريَّة هي محور هذا البحث، والهدف من ذلك فهم جُهوده في مُقاومة الاحتلال الفرنسي، وأثر ذلك في حياة أبناء المُجتمع، في حين يكتسب البحث أهمّيّته من تركيزه على إسهامات السَّيِّد الأمين، وبالمُقابل تركيزه على أحداث وجوانب مُختلفة، بما في ذلك التَّطوُّرات السِّياسيَّة المُؤدِّية آنذاك إلى المُقاومة المُجتمعيَّة ضد الانتداب الفرنسي، وعمَّا نتج من أدوار السَّيِّد الأمين الرِّياديَّة، كما يكتسب البحث أهمّيّة مُضافة من ضرورة رفد تخصُّص التَّاريخ الحديث والمُعاصر والمكتبات في الوطن العربي بأبحاث تسلُّط الضَّوء على سِير العُلماء وإسهاماتهم في حماية الوطن والدِّفاع عنه؛ لاستخلاص الدُّروس والعبر وتنشئة أبناء المُجتمع على نهجهم، والسَّير على خُطاهم، وغرس الأخلاق الفاضلة في المُجتمع، مع الأخذ بالحسبان ارتباطها بالظُّروف الزَّمنيَّة والمكانيَّة، أي: في السِّياق التَّاريخي والجُغرافي، وبطبيعة التَّحدِّيات التي تواجه الأمَّة العربيَّة والإسلاميَّة.
أمَّا منهج البحث، فقد اتُّبِع المنهج التَّاريخي والتَّحليلي بعد جمع المعلومات ذات الصِّلة بالبحث وفرزها وتصنيفها بحسب خطة البحث، ومن ثمَّ تحليلها، مع الاعتماد على مجموعة من: المصادر الأصليَّة العربيَّة، ومنها مُصنَّفات السَّيِّد محسن الأمين ونجله، وكذلك مجموعة من المصادر المُعاصرة لمرحلة البحث وعدد من المراجع العربيَّة، ومجموعة من المجلَّات العربيَّة المُواكبة للأحداث، كما استند البحث على عدد طَفِيف من الوثائق والصُّحف والمجلَّات الفرنسيَّة، وعدد من المراجع الأجنبيَّة لإضفاء البحث بجوانب علميَّة مهمَّة.
أولًا: ومضات مُوجزة عن السَّيِّد محسن الأمين (1284-1371هـ/1867-1952م):
هو أبو محمَّد الباقر محسن بن عبد الكريم بن علي بن محمَّد الأمين بن مُوسى بن حيدر بن أحمد بن إبراهيم، ويَرجِع نسبُه إلى الحسين ذِي الدَّمعة بن زيد بن علي زين العَابدين بن الحسين بن علي بن أبي طَالب (عليه السلام) [2].
مولده ونشأته:
وُلِد السَّيِّد محسن الأمين في قرية شقرا بجبل عامل في العام 1284هـــــ/ 1867م[3]، وكان والده السَّيِّد عبد الكريم بن علي الأمين رجلًا: «... تقيًَّا، نقيًَّا، صالحًا، صوَّافًا، قوَّامًا، طيِّب السَّريرة، حجَّ بيت الله الحرام، وزار بيت المقدس وزار المشاهد المُقدَّسة في العراق...[4]»، أمَّا والدته، فهي ابنة العالم الجليل الشيخ محمَّد حسين فلحة الميسي، كانت مِن «... من فضيلات النِّساء، عاقِلة، صالِحة، ذكيَّة، مُدبَّرة، عابِدة، مُواظبة على الأوراد والأدعية...[5]»، وهكذا فقد كان لِلمكانة العلميَّة الرَّفيعة الَّتي حظيت بها أُسرتُه وشهرتها الواسعة الَّتي ملأت الأرجاء الفضل في تربيته وتَثْقِيفه وتشجيعه على طلب العلم[6].
وبعدما شرع بمسيرته العلميَّة حفظ القُرآن الكريم بالتَّجويد، مع تعلُّمه الخط والكِتابة، ثمَّ واظب على مجالس العِلم وحلقات العُلماء في عددٍ من الدُّول العربيَّة والإسلاميَّة، وركَّز اهتمامه على العلوم الشَّرعيَّة، ومنها أصول الدين والفقه الإسلامي، كما تعمق بعلوم اللُّغة العربيَّة، ومنها: النَّحو، والصَّرف، والبيان، والعَروض، إلى جانب اهتمامه بعلم المَنطق، وأكمل مسيرته العلميَّة بالتَّوجُّه إلى النَّجف، وتتلمذه على أيدي أساطين العلم فيها حتَّى نال إجازة في الاجتهاد، وعند عودته إلى موطنه الأم واصل تحصيله العلمي، وانكبَّ على: المُراجعة، والمُطالعة، والتَّأليف، والتَّصنيف، وأضحى مرجعًا للطَّائفة الجعفريَّة، ومن أهم المُقلّدين في عصره، كما عمل في التَّدريس، واستفاد من علمه وخبرته طلاب العلم[7]، وحظي بشهرةٍ واسعة لتواضعه وسعة علمه وفقهه، وقد وصفه الكاتب والأديب ابن زيدون (0000هــ/0000م) في مجلَّة العرفان، قائِلًا: «كانت شهرته قد انتشرت في كل صقع، ومحبَّته قد تغلغلت على كل قلب، فإنَّ الجيل القادم وما يليه سيعرف له من القدر ما لم نعرف، ويرفعه إلى منزلة لا يحتلُّ قمَّتها إلَّا العُظماء[8]».
مؤلفاته وآثاره:
ألَّف السَّيِّد محسن الأمين كتبًا ورسائل في موضُوعات مُختلفة من ميادين العلم زادت عن المائة مصنَّف، منها اثنان وعشرون مؤلَّفًا في الفقه وأصوله، وما ينيف عن: ثلاثة كتب في أصول الدِّين، وخمسة مؤلَّفات في الأدعية والأوراد، ومؤلَّف واحد ضمن ثلاثة أجزاء في السِّيرة النَّبويَّة، وثلاثة مُصنَّفات في الأخلاق، وثلاثة كتب في اللُّغة، وكتاب واحد في البلاغة، وتسعة مؤلَّفات في الأدب، وستة مؤلَّفات في: النَّحو، والصَّرف، والبيان، وخمسة مُصنَّفات في الشِّعر، وثلاث روايات قصصية، وأربعة مؤلَّفات في التَّاريخ، وأربعة في المُفاخرات، ومؤلَّف واحد في المَنطق، وأكثر من عشرين ردًا في فن الرُّدود على: المجلَّات، والصُّحف، والكُتَّاب، وله من الرِّحلات حوالي خمس رحلات جُمعت بعد وفاته في مؤلَّف أطلق عليه «رحلات السَّيِّد محسن الأمين»، وصنَّف حوالي ثمانية وعشرين مُؤلَّفًا ضخمًا في مُختلف المجالات الأخرى، كما أولى عناية واهتمامًا كبيرًا بالكتب المدرسيَّة، فألَّف أجزاء عدة مُلائِمة للمراحل التَّعليميَّة في المدارس[9].
وبقي طِوال حياته مع ما جمعه في أفق معرفته من أنواع مختلفة ومتنوعة من العلوم والأدب والفنون يؤلِّف ويصنَّف ويُخرج إلى النُّور كُنوزًا علميَّة قيِّمة ونَفيسة، وقد قال في ذلك: إنَّه وبالرغم من بُلوغه السَّادسة والثمانين من عمره ومُواجهته لوهن حالته الجسديَّة والصحيَّة، فإنَّه استمرّ في التَّأليف والتَّصنيف ليلًا نهارًا، وفي أثناء السَّفر والترحال بين المناطق وفي داره، وتابع المُساهمة في إنتاج وإخراج أعمال علميَّة ثمينة تفيد كل زمان ومكان وتهتم بقضايا وأحداث مختلفة ومتنوعة[10].
ثانيًا: مقاومة السَّيِّد محسن الأمين الانتداب الفرنسي:
شهدت المرحلة المعنيَّة بالدِّراسة تطوُّرات وأحداثًا مصيريَّة مهمَّة في الدُّول العربيَّة عامَّةً وسوريَّة خاصةً على الأصعدة: السِّياسيَّة، والاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة، والفكريَّة كافَّة، وكان للسَّيِّد محسن الأمين دورٌ رائدٌ في رفد هذه المجالات طِوال حياته، وهنا سيتمُّ الحديث بإيجاز عن إسهاماته العظيمة في أثناء الانتداب الفرنسي على سوريَّة وعمَّا حقَّقته من نتائج.
الدّور السياسي:
لقد أظهرت شخصيَّة السَّيِّد محسن الأمين أنَّه ليس سياسيًَّا أو مُتخصِّصًا بالشَّأن السِّياسي، ولم يهتم بالمناصب السِّياسيَّة ويتودَّد للسَّاسة، لكن بصفته مَرجعًا دينيًَّا له مُقلِّدوه، فإنَّ اهتمامه الدَّائم والمُتواصل بشؤونهم الدِّينية والدُّنيويَّة فرض عليه أن يهتم اهتمامًا جليًّا بالقضايا السِّياسيَّة المُعاصرة، وأن يعمل على إيجاد حلول دينيَّة تخدم الوطن وأبناؤه، ولم يقتصر تدخُّله في موطنه الأم فحسب، وإنَّما امتدَّ ليشمل الأراضي العربيَّة والإسلاميَّة الَّتي شهدت مجموعة من الأحداث السِّياسيَّة عقب الحروب والنِّزاعات[11].
واتَّضح دور السَّيِّد محسن الأمين بشكلٍ جلي في دوره السِّياسي العظيم المُناهض للاستعمار وسياسته، فقد أيَّد الملك فيصل الأوَّل (1300- 1352هـ/1883-1933م) عقب تنصيبه ملكًا على سوريَّة، وقاد وفدًا ضخمًا من جبل عامل إلى دمشق لتهنئته، ولم يقتصر دوره على هذا التَّأييد الأوَّلي، فعندما توغلت السُّلطات الفرنسيَّة السَّواحل السُّوريَّة أرسل وفدًا من كبار ووجهاء جبل عامل إلى دمشق؛ لتأكيد الولاء للسُّلطات المحليَّة ومعارضة مشاريع السِّياسة الاستِعماريَّة الفرنسيَّة[12].
ومن الواضح أنَّ السُّلطات الفرنسيَّة أدركت إدراكًا تامًَّا مكانة السَّيِّد الأمين في المُجتمع ودوره المُؤثِّر والرِّيادي في نفوس السُّوريِّين بشكلٍ خاص، فسعت إلى استمالته جانبها بتنصيبه رئيسًا للطَّائفة الجعفريَّة في لبنان وسوريَّة، وعرضت عليه مزايا هذا المنصب الماليَّة الكبيرة[13]، وبالرغم من جهودها، لكن وبالطَّبع، فقد باءت بالفشل بعدما رفض السَّيِّد الأمين رفضًا قطعيًَّا هذا المنصب ولم يهتم بما سيُنتِج عن مُعارضة أوامر السُّلطات الفرنسيَّة، قائِلًا في ذلك إنَّ: «... هذا الأمر لا أسير عليه بقدم، ولا أخط فيه بقلم، ولا أنطق فيه بفم...» [14].
ويبدو أنَّ المسؤول الفرنسي فُوجِئ برفض السَّيِّد الأمين للعرض الفرنسي، وقال مُتسائلًا: «...النَّاس تتوسَّط للحصول على هذا المنصب، فكيف بمن يأتيه؟!» فردَّ عليه السَّيِّد عبر قوله:
«أيُّها السَّائلُ عنهمُ وعنِّي لسْت منْ قيسٍ ولا قيس منِّي»[15].
ورغم مساعي المسؤول الفرنسي في إقناع السَّيِّد الأمين وترغيبه بالقبول والتَّمتُّع بالامتيازات الفرنسيَّة المُقدمة مع هذا المنصب الرَّفيع، إلَّا أنَّه عاد بمساعيه خائبًا بعدما أكَّد له السَّيِّد رفضه الصَّارم، وروى أنَّ الله سُبحانه وتعالى قد أغناه عن هذه المنافع الماليَّة بالرِّضا والقناعة[16]، وحتَّى عندما حاول بعض الزُّعماء إقناعه بالعُدول عن قراره وقبول هذا المنصب مبيّنين أنَّ البلاد بحاجة إلى التَّضحية في ظل هذه الأوضاع المُتفاقمة، أجابهم قائِلًا: «لا يصعب على المرء أن يُضحي بِدمه في سبيل المصلحة العامَّة، ولكنَّه لا يُضحي بِكرامته»[17].
ولم يقتصر دوره السِّياسي على ذلك فحسب، وإنَّما ظهر دوره السِّياسي أيضًا خِلال مُتابعته الحثيثة لسير الثَّورات ضد المُستعمر الفرنسي في أثناء إقامته في قرية شقرا، وفي دعم الثُّوَّار وتقديم المَشورة والنُّصح للثُّوَّار عبر الوفود القادمة إليه من الأراضي السوريَّة، ويلحظ هذا من خِلال أحداث ووقائع عدة فندَّتها المصادر التَّاريخيَّة المُؤرِّخة للسَّيِّد الأمين[18]، فعلى سبيل المِثال: يروي المُؤلِّف حسن الأمين (1326-1423هــ/1908-2002م) نجل السَّيِّد محسن الأمين في «مُستدركات أعيان الشِّيعة» من هذه المواقف: لِقاء السَّيِّد محسن الأمين مع وفد دمشقي في داره الكائنة في شقرا وانفرادهما معه باجتماع مُسهب لمُناقشة الاستعدادات للثَّورة وطلب المشورة السِّياسيَّة لإيصالها إلى ثوَّار الثَّورة السُّوريَّة الكبرى[19]، كما يروي المؤلِّف «أدهم آل جندي» في كِتابه (تاريخ الثَّورات السُّوريَّة في عهد الانتداب الفرنسي) أنَّ وفدًا من حي الأمين مؤلَّفًا من سبعة أشخاص قصدوا السَّيِّد الأمين إبَّان إقامته في شقرا للتَّباحث معه في الانضمام إلى الجهاد في الثَّورة السُّوريَّة الكبرى، وبعدما أمرهم بوجوب الجهاد لُوحظت زيادة تدريجيَّة في عدد الثُّوَّار من حي الأمين، وأقبل بقيَّة سكَّان الحي إلى تقديم الدّعم المعنوي والمادّي للثوار ضد القوَّات الفرنسيَّة[20].
ولمَّا أصدرت السُّلطات الفرنسيَّة القانون المُخصَّص لتنظيم الطَّوائف في 19 ذي الحجَّة 1354هــ/ 13 آذار1936م، وأُدخلت عليه تعديلات في 14 جمادى الآخرة 1357هـــ/ 11 آب 1938م والسَّاعي إلى تصعيد أطر التَّفرقة بين الطَّوائف وإثارة النِّزاعات بينهم على أسس مذهبيَّة وبما يناقض الشَّرع الإسلامي، فقد اشتدَّت الاحتجاجات من السَّادة العُلماء، فأرسل السَّيِّد الأمين على الفور احتجاجًا باللُّغتين العربيَّة والفرنسيَّة إلى المُفوَّضيَّة الفرنسيَّة في بيروت[21] مُبيّنًا أنَّ هذا القانون يمس حُرمة الأديان السَّماويَّة[22]، ويُفرِّق بين المذاهب الإسلاميَّة، وفي نهاية الاحتجاج طالب بصفته الرَّئيس الرُّوحي للطَّائِفة الإسلاميَّة الجعفريَّة في سوريَّة ولبنان بإلغاء القانون[23]، فأدَّت جهوده إلى إلغاء السُّلطات الفرنسيَّة هذا القانون[24]، ويدل ذلك على جهوده السِّياسيَّة الواضحة في مُقارعة السِّياسة الفرنسيَّة منذ تغلغل القوَّات الفرنسيَّة نحو الأراضي السُّوريَّة وحتَّى الجلاء.
الدّور الدَّعوي:
سعى السَّيِّد محسن الأمين في المساجد والمدارس والمجالس العلميَّة بحماس إلى توضيح أُسس الدِّين الحقيقيَّة البعيدة عن الخُرافات والأضاليل مع التَّصدي لكل ما يُحجم مدارك العقل للارتقاء بالمُجتمع الإسلامي نحو مُستقبل أفضل وأكثر إشراقًا، ولمَّا ابتدأ الانتداب الفرنسي أخذ يدعو ويحث أفراد المُجتمع على التَّطوُّع ومُقاومة الفرنسيّين، والانضمام إلى الجهاد في الثَّورات والمعارك ضد القوَّات المُستعمرة وفي مراحل النِّضال كافَّة ضدَّهم، وظهر هذا الدّور بشكل جلي في خُطبه ومجالسه المُؤثِّرة إبَّان وقائع الانتداب الفرنسي[25]
وتكرَّرت خُطبه الدَّعويَّة في حثِّ الشبان على الجهاد خلال الثَّورات بما في ذلك الثَّورة السُّوريَّة الكبرى، وأكد أهمِّيَّة الجهاد بالنَّفس وتقديم الدّعم المَعنوي والمادِّي للثُّوَّار في سبيل الله ونصرة للوطن، وأعلن في إحدى خطبه قائِلًا: «وإني أرى أهم ما نتكلَّم به، في هذا الجمع والحشد، ما فيه تشييد أمر الجِهاد والمُحافظة على الوطن المحبوب ونصرة الدُّولة بــ: اليد، واللِّسان، والنَّفس، والمال»[26]، واستشهد أيضًا بــ: آيات من القُرآن الكريم، والأحاديث النَّبويَّة الشَّريفة، ومجموعة من أقوال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وبعض أبيَّات الشِّعر المُؤثِّر؛ للتشجيع على الجهاد والمُحافظة على الوطن من أي مُستعمر[27].
وبقي السَّيِّد الأمين طِوال مرحلة الانتداب الفرنسي على سوريَّة يدعو فِئات المُجتمع في خُطبه إلى الدِّفاع عن الوحدة الإسلاميَّة، والتَّمسُّك بها مع الابتعاد عن كل الأعمال المُؤدِّية إلى تعميق التَّفرُّقة وتنمية التَّجزئة بمطيَّة تكوين: جماعات، وطوائف، وأحزاب، وفرق، وقال في ذلك مقُولته الشَّهيرة: «لم نزل نتخاصم على شرعيَّة الخليفة حتَّى صار المندوب السَّامي الفرنسي هو خليفتنا[28]»، وهذا ما يُوضح مدى التزام السَّيِّد الأمين بتعزيز الوحدة الإسلاميَّة وتقويتها لمُقاومة الاستِعمار.
ويؤيِّد لطفي الحفَّار (1302-1387هــ/1885-1968م)[29] ما دُوِّنَ في السُّطور السَّابقة، فيقول: «... كنَّا نستمد قوَّة روحيَّة ورعاية واسعة، ودعوة صالحة من الإمام المُجتهد السَّيِّد محسن الأمين على عكس ما نراه من بعض الادعياء الجُهلاء...»[30]، ويؤكِّد أنَّ السَّيِّد الأمين كان خلال كل ثورة ومعركة ضد القوَّات الفرنسيَّة: «... يدعو للثّبات والتَّضحية والإخلاص في العمل ويبارك جُهود العاملين، ويدعو لهم بالقوَّة والتَّأييد...»[31]، ثمَّ يتحدَّث الحفَّار عن السَّيِّد محسن الأمين في أثناء اجتماعه معه جانب كبار رجال الكتلة الوطنيَّة[32] وثلة من العلماء في المجالس المُقامة في داره، ويقول: «وكم كنَّا نانس بزيارته من حين لآخر لما نلاقي في أحاديثه المُمتعة ودعاياته الوطنيَّة المُخلصة من التَّشجيع والتَّنشيط والحث على مُتابعة الجهاد في سبيل الله والوطن، وتحقيق غايات البلاد في الحرّيّة والاستقلال والدِّفاع عن كرامة الإسلام والمُسلمين، والتَّضامن مع مختلف الطَّوائف والمذاهب، والتَّسامح، والاتحاد، ونبذ الضَّغائن، والأحقاد»[33]، وهذا يؤكِّد الدّعم الذي قدمه السَّيِّد الأمين للسُّلطات الوطنيَّة إبَّان الإعداد والتَّخطيط لقيام الثَّورة السوريَّة الكبرى.
الدّور الثقافي:
تمثل دور السَّيِّد الأمين الثقافي في خطَّته التَّطويريَّة والإصلاحيَّة السَّاعية إلى النَّهضة وإحياء الدِّين وتطوير جدي في المجالات: الدِّينية، والاجتماعيَّة، والثَّقافيَّة، والتَّعليميَّة، والتَّربوية، مُؤكِّدًا في ذلك حق الأمة العربيَّة والإسلاميَّة بالتَّمتع في الحرّيّة والسِّيادة، وكاشِفًا لحقيقة السُّلطات الغربيَّة وسياستها التَّغريبيَّة الاستِعماريَّة، مع خوضه معارك عظيمة ضد التَّخلُّف والبدع، وضد أي مُؤثرات غربيَّة استعماريَّة، وحرص إبَّان حياته وخاصَّة في مرحلة الانتداب الفرنسي على تدريس علوم اللُّغة العربيَّة وآدابها في المجالس والتَّجمُّعات، والحث على دراستها كوسيلة لمُواجهة تأثير الأفكار الغربيَّة وانتشار اللُّغة الفرنسيَّة، وقد ألقى مُحاضرات عدَّة تسلَّط الضَّوء على أهمِّيَّة اللُّغة العربيَّة على مدار العصور، واشتهرت من هذه المُحاضرات تلك الَّتي ألقاها في قاعة المُحاضرات في المَجمع العِلمي العربي بدمشق في شهر جمادى الأولى 1364هـــ/ نيسان 1945م، إلى جانب التَّفقُّه بالدِّين[34].
وأقام مدرستي المُحسنيَّة واليوسفيَّة على أُسس حديثة، فجمع في مناهجها وطرائِق تدريسها بين ما هو مُتعارف عليه من المَناهج المدرسيَّة إلى جانب العلوم الدِّينيَّة، وأحدث جمعيَّات خيريَّة عدَّة؛ لتمويل الجوانب العلميَّة سعيًا منه في محاربة الأمِّيَّة وتعزيز التَّقدُّم الثَّقافي في المُجتمع، كما أسَّس حلقات علميَّة يوميَّة وأسبوعيَّة[35]، وأكَّد في مؤلَّفاته فضل العلم وأهمِّيَّته، وحث على السَّعي في طلبه، وكان هدفه منها أيضًا نشر العلم في سبيل الإصلاح والوحدة الإسلاميَّة وتعميق روابط الأُلْفَة والمودَّة، والبينة على هذا تظهر في وصف الشَّيخ محمَّد هاشم الخطيب (1304-1378هــ /1890-1958م)[36] للسَّيِّد الأمين بأنَّه كان: «...واقفًا لدسائس المُغرضين وحركات الأعداء والمُستعمرين بالمِرصاد، فكان يُحذِّر في: مؤلَّفاته المُتعدِّدة، ومقالاته السَّامية، ونصائِحه القويمة، وإرشاداته الحكيمة من تفريق الصُّفوف، ويدعو إلى التَّعاون وتمتين أواصر المحبَّة والآخاء بين جميع المُسلمين والعرب...» [37].
كما عبَّر السَّيِّد الأمين في مؤلَّفاته وقصائده عن مشاعره الوطنيَّة إبَّان المعارك والثَّورات، ووجه رسالة إلى أبناء المُجتمع لمُقاومة السِّياسة الاستِعمارية الفرنسيَّة، وهذا واضِح في شعره، حيث عبر عن تأييده للثَّورة العربيَّة وقائِدها، فضلًا عن أنَّه أشاد بالملك فيصل الأوَّل في قصيدة أخرى عكست رأيه السِّياسي فيه، وعندما تغلغل الفرنسيّون في الأراضي السُّوريَّة نظم قصيدة نضاليَّة عُدت من أوائل القصائد الوطنيَّة النِّضاليَّة الَّتي تهدف إلى نقل حقيقة النِّضال الاستقلالي[38]، وجاء في القصيدة:
إنَّ الحـيـــــاْةَ تــنــــاْزعٌ وخِصـــــــــام ...........هيــــهاتِ ماْ بـــسوى السُّيــــوفِ سـلام
والعــــدَلُ كالـــعنقـــــاْءِ فينــــا والـذي........... لم ينـــفِ عــنهُ الضَّيـــم فـــهو يُضـــاْم
قالـــــوا السـّــــلامُ نُريـــــدهُ بفعالِنــــا........... والأمـــــنُ تدركــــــهُ بنـــــا الأقــَــوام
إن كـــــــانْ هـذا أمــنُكمُ وســــلامُكـم ...........فــعلـى الســـّلامِ تحــــيــَّـةٌ وســــــلام
قالـــــوا الشّعـــوبُ نفـــــكّها من رِقِّهـا............ كـــلّا بــل استـــعْبــــادها قـــــد رامُــوا
هبُّـــــوا بني قـــــحطانَ طـــالَ رقـَادُكم ...........فإلامَ أنتــم غـــافلــــــون نــيــــــــــام
باسمِ الحِـــماية والوِصـــــاية يُــــجتَوى ...........حــــقٌّ لكــــــم وتـــدوسُـــكــم أقدام[39]
وبناءً على ما تقدم يلحظ القارئ مدى اهتمام السَّيِّد الأمين بالثَّقافة وحرصه على تشجيع شرائح المُجتمع على التَّخلُّص من براثِن الاستِعمار الغاشم وأفكاره الفكرية والثَّقافيَّة الاستِعماريَّة، وتنشئة جيل مبني على الإصلاح متمسِّكًا في العلوم الدِّينيَّة وعلوم اللُّغة العربيَّة ومُتعمِّقًا بها بالدَّرجة الأولى وعلى أكمل وجه.
الدّور الاقتصادي:
للحديث عن دور السَّيِّد محسن الأمين الاقتصادي في مُواجهة الاستِعمار الفرنسي، فمن الضَّروري عرض لمحة مُوجزة عن استراتيجية تغلغل الشَّركات الأجنبيَّة، ومنها الفرنسيَّة في الأراضي العربيَّة، والقول: إنَّ فرنسا بدأت مع دخولها مرحلة الرَّأسماليَّة في نقل بعض رساميلها نحو الأراضي التَّابعة للسَّلطنة العثمانيَّة، والشُّرُوع تدريجيًا باستثمارات مُباشرة في قطاعات مُتَنَوِّعة من أجل ترسيخ نُفوذها وتعزيزه بما يتماشى مع غاياتها وسياستها الاستِعماريَّة من جهة، وتطوير التِّجارة في أراضٍ مُحددة لحاجتها الماسَّة إلى المواد الخام، وجني الأرباح الهائِلة من بيع المُنتجات الصِّناعية الفرنسيَّة الفائِضة من جهة أخرى[40].
ومن خِلال هذه الاستثمارات ظهرت شركات فرنسيَّة مُتخصِّصة بنوع محدد من الاستثمارات في إحدى مجالات الخدمات الحضريَّة والبنية التَّحتيَّة في العصر العثماني، واستمر معظمها في العمل منذ منحها الامتياز الاستثماري وحتَّى أواخر القرن العشرين[41]، ومن هذه الشَّركات برزت شركة ترام وكهرباء دمشق (Société Tramways Et Électricité De Damas)[42]، وشرعت بتقديم خدمات النَّقل بواسطة عربات الترام، وتأمين الكهرباء في أحياء دمشق وشوارعها، لكنَّها سعت إلى مُضاعفة أرباحها السَّنويَّة عبر استغلال شرائح المُجتمع بأكمله، والجور عليهم في رفع أسعار اشتراكات الكهرباء، ومُضاعفة رسوم التَّنقل بالترام، ممَّا أثار حفيظة الدِّمشقيّين، وأجَّج نار المُقاومة الاقتصاديَّة[43].
وفي 21 شوَّال 1354هـــ/ 16 كانون الثَّاني 1936م توجَّه وفدٌ من الكُتلة الوطنيَّة إلى دار السَّيِّد محسن الأمين، وكان الغرض من الزِّيارة التَّباحث معه بخصوص هذه الشَّركة وتبليغه بما جرى بينها وبين الدِّمشقيّين من أحداث تعسُّفيَّة، فأبدى السَّيِّد الأمين غضبه من تصرفات الشَّركة تجاه الدِّمشقيّين[44]، ثمَّ أقبل على تقديم النُّصح للحاضرين وإحداث منهجيَّة مُنظَّمة لتطبيق المُقاطعة، ونصح الوفد بتنظيم مُقاطعة لهذه الشَّركة في أنحاء دمشق، وقال: «إنَّ من العار علينا جميعًا أن تسودنا هذه الشَّركة الأجنبيَّة وتذلّنا»[45].
وتابع كلامه في أثناء الاجتماع عمَّا سيُنتج عن هذه المُقاطعة الاقتصاديَّة، قائِلًا: «إنَّني أدعو إلى أكثر من ذلك، أدعو إلى أن نتَّخذ من المُقاطعة بابًا إلى العِصيان المَدني على الفرنسيّين، فلا ينتهي إلَّا بتحقيق مطالبنا الاستقلاليَّة، وأن يكون هذا العِصيان بأن تضرب البلاد السُّوريَّة كلُّها إضرابًا شامِلًا، وأن لا ننهي الإضراب إلَّا بنزول فرنسا على حُكمنا بتحقيق الاستقلال»[46].
حقَّقت دعوته إلى مُقاطعة الفرنسيّين اهتمامًا ملحوظًا من جانب الوفد، فشرعوا في 22 شوَّال 1354هـــ/ 17 كانون الثَّاني 1936م بالتَّخطيط والتَّنظيم للبدء بالإضراب ومُقاطعة المُنتجات والشَّركات التَّابعة للفرنسيّين، والشُّروع رسميًَّا بالمُقاطعة فور صباح اليوم التَّالي، وفي نهاية الاجتماع وافق جميع الحاضرين على مُخطَّطات سير المُقاطعة، وبالفعل، فقد أسرع الوفد حال وصوله دمشق بإذاعة المُقاطعة ونشرها على أوسع نطاق[47]، وهكذا فقد انطلقت رسميًا من دار السَّيِّد محسن الأمين وظهر دوره الاقتصادي البارز في انطلاق الحركة الوطنيَّة والإضراب العام ضد السُّلطات الفرنسيَّة.
وأفادت المجلَّات والصُّحف الفرنسيَّة المُعاصرة لهذه الأحداث، ومنها: مُراسلات الشَّرق (La Correspondance d’Orient) بأنَّ العديد من عربات الترام أضرمت فيها النّيران في أحياء دمشق، ونوَّهت إلى أنَّ مُقاطعة هذه الشركة جرت باسم: الإسلام، والعدالة، والحرّيّة، والاستقلال، وحذَّرت من خُطورة المُقاطعة التي أعطت انطباعًا للسُّلطات الفرنسيَّة بأنَّ هناك أحداثًا خطيرة يجري الإعداد لها[48].
واستمرَّ الإضراب من 23 شوَّال 1354هـــ/ 18 كانون الثَّاني 1936م حتَّى 14 ذي الحجَّة 1354هـــ/ 8 آذار 1936م أرغمت السُّلطات الفرنسيَّة خِلال هذه المُدة؛ بسبب تصاعد الأحداث واشتداد المُظاهرات إلى الدُّخول في مُفاوضة مع هاشم الأتاسي (1290-1380هـــ/ 1873-1960م)[49]، فتوجّه الأتاسي إلى دار السَّيِّد محسن الأمين لطلب النُّصح والتَّوجيه إبَّان المُفاوضة، وبعد مُناقشات مُطولة بينهما، قال له السَّيِّد الأمين: «لست من المُفاوضة في شيء، ومطالب البلاد معروفة، ففاوضوا على أساسها»[50]، ومن المُسلَّم به أنَّه كان يقصد استقلال الأراضي السُّوريَّة، ونيل الحرّيّة التَّامَّة، وإجلاء القوَّات الفرنسيَّة.
وهكذا، فقد انطلقت مرحلة المُفاوضات في 6 ذي الحجَّة 1354هـــ/ 29 شباط 1936م بعدما توجّه وفد سوري للاجتماع مع المُفوض السَّامي الكونت دامين دي مارتيل (Damien de Martel) (1294-1359هــ/ 1878-1940م)[51]، وبعد مُباحثات مُكثَّفة تمَّ التَّوصُّل إلى إجماع الرَّأي، حيث وافقت السُّلطات الفرنسيَّة على الاعتراف باستقلاليَّة الأراضي السُّوريَّة، والبدء بتجهيزات لإبرام مُعاهدة في باريس بهذا الشَّأن[52]، ولم ينته الإضراب إلَّا بعد أن قبلت السُّلطات الفرنسيَّة ببعض شروط السُّلطات الحكوميَّة، وأصدرت أيضًا في 6 رمضان 1355هــ/ 20 تشرين الثاني 1936م قرارًا تحت رقم 256 يتعلق بالموافقة على إجراء تعديلات في أسعار جميع خدمات شركة ترام وكهرباء دمشق، ووجهت القرار إلى المُفوَّضيَّة الفرنسيَّة في بيروت للاتفاق مع السُّلطات الحكوميَّة[53]، وكان هذا الاضراب إحدى أعظم الانتصارات الَّتي أضرَّت بالسُّلطات الفرنسيَّة ومنحت الشَّعب السُّوري جزءًا من مطالبه، واستمرّوا على هذه الخطا في الدِّفاع عن حرّيّتهم واستقلالهم حتَّى الجلاء الفرنسي عن الأراضي السُّوريَّة.
ثالثًا: أهم النَّتائج التي انتهى إليها البحث:
برز السَّيِّد محسن الأمين بإسهاماته: السِّياسيَّة، والدَّعويَّة، والاقتصاديَّة، والثَّقافيَّة الرَّائدة في مُقارعة السُّلطات الفرنسيَّة منذ بدء توغلهم نحو الأراضي السوريَّة، ولم يعرف الكلل ولا الملل، فسعى بكل طاقة وهمَّة إلى: ترسيخ الوحدة الوطنيَّة، وتعزيزها، وصونها، والدِّفاع عن قضاياها حتَّى جلاء القوَّات الفرنسيَّة، ونيل الاستقلال والحرّيّة التَّامّة، وعكس بأدواره هذه هيئة السَّيِّد والقائد العظيم حتَّى أضحى أنمُوذجًا مثاليًَّا يأتمُّ به العُلماء في العالمين العربي والإسلامي.
لقد كرس حياته في الاهتمام بمُعالجة قضايا فئات المُجتمع على اختلاف أنواعها وأصنافها مُستخدمًا نهجًا وافيًا ومُتكاملًا ومُرتكزًا فيه على مبادئ الدِّين الإسلامي ودلالاته في توطيد أُسس الإصلاح، ولم ينحصر تركيزه هذا بموقع جغرافي مُحدد، وإنَّما امتد ليشمل الأراضي العربيَّة والإسلاميَّة كافَّة.
بذل السَّيِّد الأمين جهودًا كبيرةً في: إرشاد شرائح المُجتمع، وحثَّهم، وتشجيعهم، وتوجيههم نحو الطَّريق القويم، أي: طريق الجهاد في سبيل الله تعالى أولًا، ثمَّ في سبيل نصرة الوطن، وتوثيق أُسس التَّضامن والوحدة الوطنيَّة، وحماية الأراضي العربيَّة من أي شكل من أشكال الاستعمار، ومن أي مؤثِّرات غربيَّة استعماريَّة.
تكلَّلت حياته بمعاركه الضَّخمة في سبيل مُحاربة: الأمِّيَّة، والتَّخلُّف، والخرافات، والأضاليل، وإصلاح المُجتمع، والحفاظ على الهويَّة العربيَّة والإسلاميَّة، وإبعاده عن الزَّيف الغربي، وقد ألَّف في سبيل ذلك مؤلَّفات ثمينة أغنت المكتبات العربيَّة والإسلاميَّة، ولا تزال مَرجعًا رئيسًا في مُختلف العلوم منذ وفاته وحتَّى الوقت الحاضر.
أحبط السِّياسة الاستِعمارية والمساعي الغربيَّة، ومنها الفرنسيَّة في الأراضي السوريَّة الهادفة إلى التَّجزئة والتَّفرقة على أُسس عَشائِريَّة وطائفيّة بأدواره العظيمة في يقظة أبناء المُجتمع.
لائحة المصادر والمراجع:
المصادر والمراجع العربيَّة:
آل جندي، أدهم (1960)؛ تاريخ الثَّورات السوريَّة في عهد الانتداب الفرنسي، مطبعة الاتحاد، دمشق، د.ط.
الأمين، حسن (1992)؛ مستدركات أعيان الشيعة، دار التعارف للمطبوعات, بيروت، د.ط.
الأمين، حسن (1998)؛ سراب الاستقلال في بلاد الشام 1918-1920، رياض الريس للكتب والنشر, بيروت، ط1.
الأمين، حسن (1999)؛ حلّ وترحال ذكريات، رياض الريس للكتب والنشر, بيروت، ط1.
الأمين، حسن (2001)؛ مظاهرات وثورات وحروب عربية، دار المحجة البيضاء, بيروت، د.ط.
الأمين، حسن (2002)؛ دائرة المعارف الإسلاميَّة الشيعية، دار التعارف للمطبوعات, بيروت، ط6.
الأمين، علي مرتضى (1992)؛ السَّيِّد محسن الأمين سيرته ونتاجه، دار الهادي، بيروت، ط1.
الأمين، محسن (1983 أ)؛ أعيان الشيعة، حققه وأخرجه حسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، د.ط.
الأمين، محسن (1983 ب)؛ خطط جبل عامل، السَّيِّد محسن الأمين: حياته بقلمه وأقلام الآخرين ، الدار العالمية للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط1.
الأمين، محسن (2000)؛ سيرة السَّيِّد محسن الأمين وهي جزء من كتاب أعيان الشيعة، تحقيق وشرح هيثم الأمين وصابرينا ميرڤان، رياض الريس للكتب والنشر, بيروت، ط1.
الحافظ، محمَّد مطيع، أباظة، نزار (1986)؛ تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري، قدم له شكري فيصل، دار الفكر، دمشق، ط1.
حرز الدِّين، محمَّد (1305)؛ معارف الرجال في تراجم العلماء والادباء، علق عليه محمَّد حسين حرز الدِّين، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، د.ط.
حسن، عبدالله الحاج (2008)؛ تاريخ لبنان المقاوم في مئة عام 1900-2000، دار الولاء, بيروت، ط1.
حنا، عبدالله (2018)؛ صفحات من تاريخ الأحزاب السِّياسيَّة في سوريَّة القرن العشرين وأجواؤها الاجتماعية، المركَّز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت، ط1.
زراقط، عبد المجيد (1992)؛ الجانب الإصلاحي للعلامة السَّيِّد محسن الأمين العاملي، المصلح الإسلامي السَّيِّد محسن الأمين في ذكراه السنوية الأربعين، المستشارية الثَّقافيَّة للجمهورية الإسلاميَّة الإيرانية, دمشق، د.ط.
زراقط، عبد المجيد (2012)؛ محسن الأمين العالم المجتهد وحركته الإصلاحية، سلسلة أعلام الفكر والإصلاح في العالم الإسلامي، مركَّز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، بيروت، ط1.
الطهراني، آقا بزرك (1959)؛ مصفى المقال في مُصنَّفى علم الرجال، د.ن، إيران، ط2.
عبد الحميد، صائب (2004)؛ معجم مؤرخي الشيعة الإمامية – الزيدية - الإسماعيلية، مؤسسة دار معارف الفقه الإسلامي, قم، ط1.
عواد، عاطف (1992)؛ الجانب الفكري والأدبي عند العلامة الأمين، المصلح الإسلامي السَّيِّد محسن الأمين في ذكراه السنوية الأربعين، المستشارية الثَّقافيَّة للجمهورية الإسلاميَّة الإيرانية, دمشق، د.ط.
الكزبري، سلمى الحفار (1997)؛ لطفي الحفّار 1885- 1968 مذكراته، حياته وعصره، رياض الريس للكتب والنشر, بيروت، ط1.
مجموعة من العلماء (2011)؛ رسائل الشعائر الحسينية رسالة التنزيه للسَّيِّد محسن الأمين والرسائل المؤيدة والمعارضة لها، جمعها وحققها وعلق عليها محمَّد الحسون، مؤسسة الرافد للمطبوعات, بغداد، ط1.
مجموعة مؤلفين (1957)؛ السَّيِّد محسن الأمين: حياته بقلمه وأقلام الآخرين، حققه وأخرجه حسن الأمين، مطبعة العرفان, بيروت، د.ط.
نزيل سامراء، محمَّد محسن (1355)؛ الذريعة إلى تصانيف الشيعة، مطبعة الغري، النجف، د.ط.
ميرڤان، صابرينا (2003)؛ حركة الإصلاح الشيعي علماء جبل عامل وادباؤه من نهاية الدُّولة العثمانية إلى بداية استقلال لبنان، ترجمة هيثم الأمين، دار النهار للنشر، بيروت، ط1.
كحالة، عمر رضا (د.ت)؛ معجم المؤلفين تراجم مصنَّفي الكتب العربيَّة، مكتبة المثنى ودار إحياء التراث العربي، بيروت، د.ط.
نصر الله، إبراهيم (1983)؛ حلب والتشيع، مؤسسة الوفاء، بيروت، ط1.
الميلاد، زكي (1996)؛ خطاب الوحدة الإسلاميَّة مساهمات الفكر الإصلاحي الشيعي، دار الصفوة، بيروت، د.ط.
الزركلي، خير الدين (2002)؛ الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمسعربين والمستشرقين، دار العلم للملايين، بيروت، ط15.
المجلَّات العربيَّة:
الجبل، فتى (آب 1928)؛ السَّيِّد محسن الأمين، العرفان، مجلَّة علميَّة أدبية شهرية مصورة، لمنشئها أحمد عارف الزين، صيدا، المجلد السادس عشر، الجزء الأول.
زيدون، ابن (تموز 1938)؛ السَّيِّد محسن الأمين، العرفان، مجلَّة علميَّة أدبية شهرية مصورة، لمنشئها أحمد عارف الزين، صيدا، المجلد الثامن والعشرين، الجزء الخامس.
العرفان، أحد أنصار (3 نيسان 1933)؛ السَّيِّد محسن الأمين يخرج أثرًا جديدًا، العرفان، مجلَّة علميَّة أدبية شهرية مصورة، لمنشئها أحمد عارف الزين، صيدا، المجلد الثالث والعشرين، الجزء الرابع والخامس.
الأمين، محسن ( تشرين الثَّاني 1927)؛ كتاب نادر، العرفان، مجلَّة علميَّة أدبية شهرية مصورة، لمنشئها أحمد عارف الزين، صيدا، المجلد الرابع عشر، الجزء الثالث.
الأمين، محسن ( آب وايلول 1945)؛ اللُّغة العربيَّة، العرفان، مجلَّة علميَّة أدبية شهرية مصورة، لمنشئها أحمد عارف الزين، صيدا، المجلد الحادي والثلاثين، الجزء التاسع والعاشر.
الأمين، محسن (1 تشرين الأول 1952)؛ آراء وأنباء السَّيِّد محسن الأمين، مجلَّة المجمع العلمي العربي، المجلد السابع والعشرون، الجزء الرابع.
الفحام، شاكر ( تموز 1992)؛ السَّيِّد محسن الأمين، مجلَّة المجمع العلمي العربي، المجلد السابع والستون، الجزء الثالث.
الوثائق الفرنسيَّة:
Haut Commissarıat De La République Française En Syrie Et Au Liban (30 Novembre 1936); Bulletin Oficiel Des Actes Administratifs Du Haut Commissariat, Beyrouth, 15 éme Année No 22.
الصُّحف والمجلَّات الفرنسيَّة:
Correspondance D’orient Questions Mediterraneennes (1936, Mars); Paris: France, 29 Annee, N° 459.
Journal Des Finances (12 Mars 1937); Paris: France, 70 Annee, N° 11.
Le Temps ( 23 janvier 1940); Supplément Économique. Paris: France.
L’œuvre Fondateur ( 15 Juillet 1933); Gustave Téry, Paris: France, N6.400.
المراجع الفرنسيَّة:
Pech, E (1906); Manuel des Societes Anonymes Fonctionnant En Turquie. Paris: France.
المراجع الإنكليزية:
Birdali, Muriat (2010); The Plolitical Econiomy Of Ottioman Piublic Debt Insolviency And Eiuropean Flinancial Cointrol In The Late Nineteenth Century, I.B. Taiuris Piublishers, New York: USA.
Geyikdağı, V. Necla (2011); Foreign Invesment In The Ottoman Empire International Trade And Relations 1854–1914, I.B.Tauris Publishers, London: UK. & New York: USA.
Pamuk, Şevket (1987); The Ottoman Empire And European Capitalism 1820-1913 Trade investment and production, Cambridge University Press, New York: USA.
المراجع التركية:
Kurmuş, Orhan (2007); Emperyalizmin Türkiye’ye Girişi, Yordam Kitap, . İstanbul: Türkiye.
Özdemir, Biltekin (2010); Osmanlı Devleti Dış Borçları 1854-1954 Döneminde Yüzyıl Süren Boyunduruk, Maliye Bakanlığı, Ankara: Türkiye.
------------------------------------------------
[1]. متخصصة في التاريخ الحديث والمعاصر- جامعة دمشق/ سورية.
[2]. الأمين 1983 ب: ص7-8. مجموعة من العلماء 2011: ج3، ص293-294.
[3]. الجبل آب 1928: ص29.
[4]. الأمين 1983 أ: ج10، ص334. الأمين 1983 ب: ص7-8.
[5]. الأمين 1983 أ: ج10، ص334-335.
[6]. الأمين 1983 أ: ج10، ص334
[7]. الأمين 1983 أ: ج10، ص336-344. الجبل آب 1928: ص 29. حرز الدين 1305: ج2، ص184-185. الفحام تموز 1992: ص497. كحالة د.ت: 184. مجموعة من العلماء 2011: ج3، ص294-295.
[8]. زيدون تموز 1938: ص435.
[9]. الأمين تشرين الثاني 1927: ص 286. الأمين 1983 أ: ج10، ص371-374. الطهراني 1959: ص 386. عبد الحميد 2004: ج2، ص80-81. العرفان 3 نيسان 1933: ص605-606. عواد 1992: ص 156-159. ميرڤان 2003: ص472-473. نزيل سامراء 1355: ج2، 120، 248.
[10]. الأمين 1983 أ: ج10، ص371. الأمين 2000: ص197.
[11]. الأمين 1992: ص 111-112. زراقط 2012: ص 88.
[12]. الأمين 1983 أ: ج10، ص369. الأمين 1998: ص214-215. مجموعة مؤلفين 1957: ص 134.
[13]. الأمين 1992: ص 121. زراقط 2012: ص 94-95.
[14]. الأمين 1983 أ: ج10، ص370. زراقط 2012: ص 95.
[15]. الأمين 1983 أ: ج10، ص370. زراقط 2012: ص 95.
[16]. زراقط 2012: ص 95.
[17]. الأمين 1983 أ: ج10، ص369. مجموعة مؤلفين 1957: ص 136.
[18]. زراقط 2012: ص 97.
[19]. الأمين 1992: ج4، ص270. الأمين 1999: ص 66.
[20]. آل جندي 1940: ص348.
[21]. الأمين 2000: ص 188-189.
[22]. الأمين 1983 أ: ج10، ص370. الأمين 2000: ص 189.
[23]. الأمين 1983 أ: ج10، ص370. الأمين 2000: ص 189.
[24]. الأمين 1983 أ: ج10، ص370. الأمين 1992: ص 120-121. الأمين 2002: ج10، ص48. زراقط 2012: ص 96.
[25]. الأمين 1983 أ: ج10، ص 387،393. زراقط 2012: ص 94.
[26]. زراقط 2012: ص 94.
[27]. زراقط 2012: ص 94.
[28]. الميلاد 1996: ص 161. نصر الله 1983: ص 162.
[29]. لطفي حسن الحفَّار: وُلِد في الشاغور (في دمشق)، وتلقى العلم في المدارس وعن كبار علماء عصره، وبعد أن أتمَّ تعليمه تولى عددًا من المناصب السياسية، وانضم إلى جانب كبار السياسيين في الكتلة الوطنية لإنهاء الانتداب الفرنسي وطرد القوات الفرنسية من الأراضي السورية، وعرف بجهوده العظيمة في مقارعة الفرنسيين. الكزبري 1997: ص21-23، 69-67، 85-86، 133-134، 183-184.
[30]. الأمين 1983 أ: ج10، ص383-384. مجموعة مؤلفين 1957: ص 193.
[31]. الأمين 1983 أ: ج10، ص383-384. مجموعة مؤلفين 1957: ص 193.
[32]. الكتلة الوطنية: ظهرت في سورية عقب انتهاء الثورة السورية الكبرى بعد اندماج حزب الاستقلال مع جزء من حزب الشعب، وكان هدف الكتلة الوطنية الوحدة الوطنية والنضال الوطني ضد القوات المستعمرة، وتحرير البلاد من أي قوى مستعمرة، وبالفعل، فقد أدت دورًا فعالًا بين الأعوام 1346-1365هــ/ 1928-1945م في مُناهضة السلطات الفرنسية؛ لطردهم من الأراضي السورية. حنا 2018: ص109-114.
[33]. الأمين 1983 أ: ج10، ص383-384. مجموعة مؤلفين 1957: ص 193.
[34]. الأمين آب وأيلول 1945: ص 453-460. الأمين 1983 أ: ج10، ص387. زراقط 2012: ص 85-87، 94.
[35]. الأمين 1 تشرين الأول 1952: ص619-620، 622. الأمين 1983 أ: ج10، ص425. زراقط 1992: ص 182
[36]. الشَّيخ محمَّد هاشم الخطيب: وُلِد في دمشق، وبها نشأ، وتتلمذ على يد كبار علمائها طالبًا العلوم الشرعية، ثمّ أقبل على الدراسة في بعض المدارس الدمشقية، ولزم دار الحديث الأشرفية، وبعد إتمام تحصيله العلمي تولى الخطابة في جامع سنان آغا جانب التدريس في الجامع الأموي. الحافظ، أباظة 1986: ج2، ص710-714.
[37]. مجموعة مؤلفين 1957: ص 275.
[38]. الأمين 1998: ص214.
[39]. الأمين 1983 أ: ج1، ص415.
[40]. Geyikdağı 2011: p57. Kurmuş 2007: P 86. Özdemir 2010: P 31-37. Pamuk 1987: p76.
[41]. Birdal 2010: P 21. Pamuk 1987: P 79.
[42]. تأسست شركة الترام الكهربائي والإنارة الإمبراطورية العثمانية بدمشق (Société Impériale Ottomane De Tramways Et D’éclairage Électriques De Damas) في 8 شوال 1322هـــ/ 16 كانون الأول 1904م ومنحت امتيازًا استثماريًا من السلطنة العثمانية مدة 99 عامًا؛ بهدف تقديم خدمات الترام ضمن أحياء دمشق مع توفير الكهرباء، وخاصةً الإنارة، وباشرت بعد جهود مضنية في العمل خلال العام 1330هــ/1912م، لكن استمرارها في تقديم الخدمات السنوية والتكاليف الإضافية المترتبة على افتتاح خطوط جديدة أدى إلى فتح الشركة الباب أمام المستثمرين لتأمين رأس المال المطلوب بعد بيع السندات، مما أسفر عن دخول الرأسمال الفرنسي لتتحول الشركة تدريجيًا إلى شركة بلجيكية-فرنسية، فبُدِّل اسم الشركة في العام 1346هــ/1928م إلى شركة ترام وكهرباء دمشق، وشرعت في رفع أسعار خدماتها؛ لتحقيق أرباح مضاعفة الأمر الذي أرهق الدمشقيين وأثارهم ضدها.
Journal Des Finances 12 Mars 1937, 70 Annee, N° 11, P 149.
Pech 1906: P: 238-239.
[43]. الأمين 2001: ص126.
Journal Des Finances 12 Mars 1937, 70 Annee, N° 11, P 149
[44]. زراقط 2012: ص 100-101.
[45]. الأمين 2001: ص126.
[46]. زراقط 2012: ص 100-101.
[47]. الأمين 1983 أ: ج1، ص382. زراقط 2012: ص 100-101.
[48]. Correspondance D’orient Questions Mediterraneennes 1936, Mars: 29 Annee, N° 459, P107-108.
[49]. هاشم الأتاسي: وُلِد في حمص، وبها نشأ، ودرس في مدارسها، ثمَّ انتقل لمتابعة مسيرته العلمية في استانبول، وبعد أن أنهى تعليمه تولى مناصب سياسية عدة، كان من أبرزها رئيسًا للمؤتمر السوري، ورئيسًا للوزارة السورية، ورئيسًا للكتلة الوطنية السورية، ثمَّ عينَّ رئيسًا للجمهورية مدة ثلاث مرات. الزركلي 2002: ج8، ص65.
[50]. الأمين 2001: ص130. حسن 2008: ص98.
[51]. الكونت دامين دي مارتيل: وُلِد في باريس، وبها نشأ، وبعد إكمال تحصيله العلمي، نُصِبَ في العديد من المناصب السياسية الفرنسية حول العالم وخاصة في الصين، ثمَّ نقل إلى بيروت، وعين مفوضًا ساميًا فرنسيًا بعد هنري بونسوت (Henri Ponsot)، لمتابعة المخططات الاستعمارية الفرنسية في سورية ولبنان، وبقي في هذا المنصب من العام 1351هــ/1933م حتى 1358هــ/1939م.
Le Temps 23 janvier 1940: P3. L’œuvre Fondateur 15 Juillet 1933: N6.400, P2.
[52]. زراقط 2012: ص 100-101.
[53]. Haut Commissarıat De La République Française En Syrie Et Au Liban 30 Novembre 1936: P433.